يشهد السوق الصيني اقبالا متزايدا على شراء الذهب بكميات كبيرة بسبب انخفاض الثقة بالاستثمارات التقليدية مثل العقارات والأسهم. وقد زاد البنك المركزي في الصين من احتياطيات الذهب لديه، حيث يُعتبر الذهب استثمارا آمنا في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية. وقد ارتفعت أسعار الذهب بعد حدوث الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب في غزة. وقد ارتفع استهلاك الذهب في الصين بنسبة 6٪ في الربع الأول من العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه، وقد بلغ الطلب العالمي على المعدن الثمين 1238 طنا في نفس الفترة.
أصبح الاستثمار في الذهب جاذبًا بسبب أزمة القطاع العقاري في الصين، حيث انهار العديد من صناديق الاستثمار الكبيرة بسبب رهانات فاشلة على العقارات. وبناءً على ذلك، توجهت الأموال إلى الصناديق الصينية التي تتاجر في الذهب. ويعزى ارتفاع أسعار الذهب في مارس وأبريل إلى الطلب المستمر من البنوك المركزية والاستثمار خارج البورصة وزيادة الطلب من المشترين الآسيويين. ولقد ارتفع الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية بنسبة 3٪ في الربع الأول، مع تزايد الطلب على سبائك الذهب الصغيرة في آسيا.
تتمتع الصين بنفوذ كبير في أسواق الذهب على مستوى العالم، وهو الأمر الذي ازداد وضوحاً خلال الموجة الصعودية التي شهدتها الأسعار مؤخرًا. وعلى الرغم من تراجع الأسعار إلى حوالي 2300 دولار للأوقية، فإن هناك شعورًا متزايدًا بأن سوق الذهب لم يعد يتأثر فقط بالعوامل الاقتصادية، بل أصبح متوقفًا على أهواء المشترين والمستثمرين الصينيين. وبالتالي، فإن الطلب على الملاذ الآمن يزداد، مدفوعًا بالغموض الجيوسياسي والاقتصادي والاستثمار خارج البورصة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب وتعزيز دور الصين في قيادة أسعار الذهب على مستوى العالم.