تتوسع حفرة باتاجيكا، المعروفة أيضًا باسم “بوابة الجحيم”، في شمال شرق سيبيريا، حيث يصل طولها إلى حوالي كيلومتر واحد وعرضها 800 متر في أوسع نقطة، وتؤثر على المناظر الطبيعية للمنطقة. تأتي هذه الحفرة العميقة نتيجة لانهيار وتكسير الأرض بسبب فقدان التربة الصقيعية، حيث يظهر أنها كانت متجمدة منذ مئات الآلاف من السنين. ويتميز تشكيل الحفرة بحواف شديدة الانحدار تشبه الجرف، وقد تسببت بمشاكل صحية للمحليين بسبب ذوبان التربة الصقيعية الخطيرة.
يتكون نصف مساحة اليابسة في نصف الكرة الشمالي من التربة الصقيعية، التي تحافظ على درجة حرارتها المنخفضة لعدة عقود. ومع ارتفاع درجات حرارة الهواء، يتم تحلل طبقة التربة الصقيعية لتتحول إلى كتلة طينية غير قادرة على دعم الغطاء النباتي. ومع انهيار حواف الامتداد، تفقد الأرض مظلات الأشجار التي تحميها، مما يؤدي إلى تحرر الكربون في الغلاف الجوي بشكل متزايد، مما يؤثر على احتباس الحرارة وزيادة درجة حرارة الأرض.
في عام 2016، أطلق ذوبان التربة الصقيعية بكتيريا خطيرة في منطقة حفرة باتاجيكا، مما أدى إلى موت العديد من الحيوانات وإصابة السكان المحليين. وتشير التقارير إلى أن عمق الحفرة يبلغ حاليًا حوالي 50 مترا، مع انخفاض المناطق بمقدار 100 متر، مما يجعلها تعد من أعمق الفتحات الطبيعية في العالم، مع توقعات بزيادة حجمها وتأثيرها السلبي على البيئة والأشكال الطبيعية المحيطة.