تعاني الحكومة العراقية من أزمة سعر صرف الدولار وخروج الوضع عن السيطرة في السوق الموازي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى. يُطرح حلًا من خلال استثمار النفط الأسود، حيث تجاوزت صادرات العراق من النفط الأسود 4 مليارات دولار في عام 2022. يُقدم مقترح بيع النفط الأسود باليورو أو اليوان الصيني واستخدام مبالغه في تسوية المعاملات التجارية مع الدول المعاقبة اقتصاديًا، ما يؤدي إلى تراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازي. ومن بين هذه الدول، إيران التي يُتبادل العراق معها تجارته بقيمة قرابة 10 مليارات دولار سنويًا.
تواجه التجارة الايرانية مع العراق صعوبات عدة، أبرزها التمويل وامكانية الحصول على الدولار بسبب تطبيق البنك المركزي العراقي منصة تمنع تمويل التجارة وارسال الاموال الى إيران. هذا يدفع التجار المستوردين من إيران لشراء الدولار من السوق الموازي وتحمل كلفة إضافية. وفي الوقت نفسه، تشهد صادرات إيران المختلفة إلى العراق انخفاضًا، بسبب الاختلاف في سعر صرف الدولار، حيث يُقدر الدولار الواحد للتاجر الإيراني بـ1600 دينار عراقي مقارنة بـ1300 دينار للتجار من الدول الأخرى، ما يزيد من صعوبة الأمور.
يرى الخبراء الاقتصاديون أن استثمار النفط الأسود قد يكون حلاً لأزمة سعر صرف الدولار في العراق، إذ يمكن للحكومة بيع النفط بالعملات الأجنبية مثل اليورو أو اليوان الصيني واستخدامها في تسوية المعاملات التجارية مع الدول المعاقبة اقتصاديًا. هذا الحل يتطلب تعاونًا مع البنك الفدرالي الأمريكي واستحصال موافقته. ومع تبادل العراق للتجارة مع إيران بقيمة 10 مليارات دولار سنويًا، فإن تقليل صعوبات التمويل والحصول على الدولار سيسهم في تحسين الوضع الاقتصادي في العراق وتخفيف الضغوط على التجار والمستهلكين.