كشفت وزارة الزراعة العراقية عن تفاصيل ارتفاع أسعار الأسماك في البلاد، حيث أشار مسؤول الأسماك في الوزارة إلى أن سبب هذا الارتفاع يعود إلى عدة عوامل، أبرزها شحة المياه في البلاد والحصار المفروض عليها من قبل دول الجوار. وأكد أن البلاد تخسر حوالي 800 ألف طن من الأسماك سنويًا، مما أدى إلى تراجع تربية الأسماك في العراق بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، أدى قرار وزارة الموارد المائية بطمر البحيرات الطينية إلى ارتفاع أسعار الأسماك، حيث طلبت الوزارة من مربي الأسماك التحول إلى نظام البحيرات المغلقة دون تقديم أي دعم حكومي.
وأكد رئيس الجمعية العراقية لمنتجي الأسماك على أن إجراءات وزارة الموارد المائية بسبب شحة المياه أدت إلى ردم العديد من مزارع الأسماك غير المرخصة، مما أدى إلى تقليل عرض بيع الأسماك وارتفاع أسعارها بشكل كبير في السوق المحلي. وحذرت الجمعية من استمرار ارتفاع أسعار بيع الأسماك في حال استمرار إغلاق المزارع غير المرخصة، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد إلى 10000 دينار عراقي. وأكدت الوزارة بدورها أنها أطلقت حملة لإزالة التجاوزات في مدن العراق وخاصة التجاوزات على الحصص المائية والأحواض المنشأة لتربية الأسماك.
ومن جانبه، قال رئيس الوزارة في تصريح صحفي إن الوزارة تعتبر أحواض تربية الأسماك على الأنهار ضارة للثروة المائية في البلاد، وأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لإزالتها خلال مدة لا تتجاوز شهر واحد. وأثار هذا القرار جدلا واسعا بين العاملين في قطاع تربية الأسماك في العراق، حيث أعربوا عن قلقهم من تأثيره على استمرارية القطاع وارتفاع الأسعار. ويبدو أن الوضع الحالي يتطلب وضع حلول شاملة وفعالة لتجاوز تحدي ارتفاع أسعار الأسماك وضمان استمرارية سوق الأسماك في العراق.