لا يمكن لمقتدى الصدر أن يحمل اللوم على استعراضاته المتكررة، بل ينبغي على من يصدقه ويشارك فيها أن يتحمل المسؤولية. على الرغم من أن عدد مناصري الصدر قد انخفض بسبب سلوكه الملتبس، إلا أنه لا يزال قادرًا على ابتكار استراتيجيات جديدة لجذب الانتباه وإثارة الفوضى في البيئة السياسية. ورغم أن “التيار الوطني الشيعي” الذي أعلن عنه الصدر قد يحمل رسالة جديدة، إلا أنه قد يزيد من الفوضى والتناقض في العراق.
من الواضح أن الصدر يتلاعب بالتسميات دون تقديم برنامج عمل سياسي واضح، مما يخدم الأطراف التي تمكنت من السيطرة على السلطة وإعادة بناء النظام السياسي الهش. على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يراهنون على الصدر كقوة تنقذ العراق من الأزمات، إلا أنه من الصعب تقديم رؤية واضحة ووطنية من قبله. إن الصدر مرتبط بالنظام الطائفي ولا يمكن فصله عن هذا النظام الذي يعمل على تعزيزه وتأمينه.
مقتدى الصدر ينتقل بسهولة بين الوطنية والمذهب، حيث يجمع بينهما على الرغم من الحقائق التاريخية التي تظهر تناقضه. إن تمسكه بالمذهب مع إعلان وطنيته يظهر العلاقة الدقيقة بين السلطة الدينية والسلطة السياسية في العراق. على الرغم من محاولات الصدر في الترويج لنفسه كبطل وطني، إلا أنه يبقى صورة واضحة للتناقضات والمزايدات السياسية في البلاد.