قرر الحاكم المدني الأميركي بول بريمر تحطيم الدولة العراقية وهذا كان متناسبا مع الأحزاب الشيعية التي وقفت مع الاحتلال الأميركي. لم تظهر جماعة الإخوان المسلمين العراقية بشكل جيد في تفاعلها مع هذا القرار، الذي وضع حدا للجهود التي بذلها العراقيون في بناء دولتهم الحديثة. ومن المعروف أن المشروع الأميركي كان يهدف إلى تدمير العراق حاضرا ومستقبلا، ولن يستطيع العراق استعادة مكانته بدون دولته، وهذا سيؤثر على مكانته في العالم العربي والإسلامي.
من الخطأ الظن بأن العداء للدولة يعني عداء للنظام، حيث كان الهدف من العداء للدولة هو تفادي التضارب مع المبادئ الدينية. ترتبط القضية بمفهوم النفاق السياسي، حيث تنعكس قوة المؤسسة الدينية في ضعف الدولة، وعلى العكس تختبئ المؤسسة الدينية عندما تكون الدولة قوية. النهج الإداري للدولة ضروري لإستقرار السياسة العامة، ولهذا السبب كان قرار تحطيم الدولة يعتبر بمثابة كارثة للعراق، ويُظهر كيف أن الدولة هي الحاملة للحياة الطبيعية.
منذ تدمير الدولة العراقية، فإن البلاد تواجه صعوبات شتى في استعادة حياتها الطبيعية. فقد يستغرق بناء دولة جديدة وقوية وفعالة وقتا طويلا، كما يتطلب الأمر إرادة وطنية قوية وحرة. يعد تحقيق هذا الهدف الضروري من أجل استعادة الحياة الطبيعية ضمن البلاد التي تعرضت للهزات التي أدت إلى تدمير الدولة، مثل ليبيا واليمن وتونس.