بعد مرور الكثير من السنوات على انفصال قطاع غزة عن الأراضي الفلسطينية، يبدو أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نأى غزة بأهلها عنا أم نحن من دفعهم إلى الابتعاد؟ يبدو أن الكثيرون يتجنبون التفكير في مدى الألم والأضرار التي نجمت عن هذا الانفصال. فغزة كانت دائمًا محورًا ثانويًا بالنسبة لمعظم الناس، حيث تم تقديمها كجزء من مصر، وقد جعلت حركة حماس غزة مستقلة عن السلطة الفلسطينية، مما أدى إلى تعقيد الأوضاع وجعل القضية الفلسطينية تختفي تدريجيًا.
يبدو أن حماس استخدمت غزة كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية، وقد استغلت القناة الدينية للطغيان والقمع. ومع تصاعد الصراعات مع إسرائيل، تحولت غزة إلى محور الانتباه العالمي، بينما تم نقل اهتمام العالم عن قضية الشعب الفلسطيني ككل. تم استغلال مأساة غزة للحصول على تأييد دولي وإلهاء الانتباه عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم.
رغم كل الحروب الإسرائيلية العدوانية ضد غزة، تظل حقيقة القضية الفلسطينية مغيبة. والعرب جزء كبير من هذا الكارثة، فقد تخلوا عن غزة عندما تم إيجاد حركة حماس التي تعارضت مع سوريا وشكلت تحالفًا مع إيران بدلاً من دعم القضية الفلسطينية. العرب تركوا قضية غزة لقطر وإيران، وأدوا دورًا سلبيًا في المشهد السياسي الفلسطيني.