أظهر تقرير للأمم المتحدة نشر الثلاثاء، أن ميانمار أصبحت عام 2023 أكبر منتج للأفيون في العالم، متجاوزة في ذلك أفغانستان حيث حظرت حركة طالبان بعد استعادتها السلطة زراعة نبتة الخشخاش التي يستخرج منها هذا المخدر. وفقاً للتقرير الذي أعده مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فقد أنتجت ميانمار في 2023 ما يقدر بنحو 1080 طنا من الأفيون، أي أكثر بثلاث مرات مما أنتجته أفغانستان من هذا المخدر خلال نفس الفترة. ويُعتبر “المثلث الذهبي”، الواقع بين ميانمار ولاوس وتايلاند، معقلاً لإنتاج المخدرات والإتجار بها، خاصة الميثامفيتامين والأفيون.
ووفقا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن “اقتصاد المواد الأفيونية” في ميانمار يدر ما بين مليار إلى 2.4 مليار دولار، أي ما يعادل 1.7 بالمئة إلى 4.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. من جهة أخرى، منذ استعادت حركة طالبان السلطة في كابل في 2021، تعهدت بإنهاء إنتاج المخدرات في أفغانستان. وحظرت الحركة المتشددة في أبريل 2022 زراعة نبتة الخشخاش، التي تستخدم عصارتها لصناعة الأفيون والهيروين. وسبق أن حظرت طالبان زراعة الخشخاش في أفغانستان عام 2000، قبل أن تطيح الولايات المتحدة حكمها في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
بذلك، يعتبر تقرير الأمم المتحدة إشارة إلى أن الإنتاج الضخم للأفيون في ميانمار يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة والمجتمع الدولي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تواجهها البلاد. ولا بد من البحث عن حلول فعالة لمكافحة تجارة المخدرات وزراعة الخشخاش في هذه المنطقة، وتعزيز التعاون الدولي للتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.