بغداد اليوم-بغداد
تحاول محافظة السليمانية ايجاد مخرج حقيقي من التردي الكبير للعلاقات التركية تجاه السليمانية وماوصلت اليه مؤخرًا من اتهام انقرة للسليمانية بشكل صريح وخطير، عن وجود تعاون لأجهزة امنية تابعة للسليمانية مع قوات حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا على انه “منظمة” ارهابية، وكذلك تصنفه الولايات المتحدة.
ولم تكد السليمانية ان تنهي “بشكل نسبي” مسألة المعارضة الايرانية وتفكيك مخيماتها بقرار من بغداد جاء بالتفاهم مع الجانب الايراني، وكان رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني قد زار ايران الاسبوع الماضي لاكمال التفاهمات المتعلقة بانهاء تواجد المعارضة الايرانية، الا ان السليمانية وجدت نفسها متورطة مع حزب العمال الكردستاني والجانب التركي، ولايعد مؤشر “الورطة” مع تركيا حديثًا، بل مازال الحظر التركي على مطار السليمانية قائمًا منذ أشهر وتم تمديدها منذ تموز الماضي ولستة اشهر اخرى، وماتسبب به من خسائر اقتصادية للسليمانية.
ولا يعد قصف مطار عربت بواسطة مسيرة تركية والذي ادى لمقتل 6 عناصر من مكافحة ارهاب السليمانية، هو القضية الكبيرة الوحيدة التي تعدها السليمانية “خطيرة”، حيث يكاد يكون بيان الجانب التركي اكثر خطورة للسليمانية وبغداد على حد سواء، والذي جاء فيه اتهاما بان “مجموعة من جهاز مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني كانت تتدرب مع مجاميع تابعة لمسلحي البكه كه في المطار ذلك ما نراه تطوراً خطيراً”.
وطالب الجانب التركي الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة كردستان بـ”محاربة الإرهاب بشكل صادق وملموس” وان تعترف بحزب العمال كمنظمة إرهابية.
كل هذا جعل بافل طالباني يتواجد في اليوم التالي مباشرة في بغداد، والتقى كلا من زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
بغداد مطالبة بانهاء ذرائع اختراق سماء البلاد
وخلال اللقاء بين طالباني والمالكي، ناقش الجانبان آخر المستجدات السياسية، والهجوم الارهابي على مطار عربت، والمشاكل بين اربيل وبغداد ورواتب الموظفين في الاقليم، وتم التأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون بين الاطراف السياسية من اجل التغلب على التحديات وحل المشكلات على اساس الدستور بشكل يضمن حقوق الجميع.
في جانب آخر من اللقاء، جرت إدانة الهجوم الارهابي على مطار عربت، وتمت مطالبة الحكومة العراقية بإنجاز مهامها الدستورية، ووضع حد للانتهاكات، وعدم إبقاء أي ذريعة لاختراق سماء وأرض البلاد.
واشار طالباني الى رواتب ومعيشة مواطني كردستان وموضوع استحداث محافظة حلبجة، وقال: “يجب ان يكون حل المشكلات المالية وإبعاد رواتب الموظفين عن المشكلات السياسية من اوليات عملنا جميعاً ولا يبقى مواطنونا في حالة من القلق اكثر من ذلك”.
وحول استحداث محافظة حلبجة، قال طالباني: “حلبجة وابناؤها يستحقون كل الاحترام والوفاء، ويجب ان يكون استحداثها كمحافظة همنا جميعاً، وادعو جميع الاطراف الى التعامل بكل مسؤولية مع هذا الملف”.
لقاء مع الحكيم.. الحديث يركز على الرواتب وحل الاشكالات السياسية
وفيما يخص اللقاء مع زعيم تيار الحكمة ورئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم، فلقد أكد الحكيم في بيان تلقته “بغداد اليوم”، “أهمية استثمار المرحلة وحالة الاستقرار للذهاب لمعالجات حقيقية للنقاط الخلافية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم”، موضحاً أن “الدستور وفر أرضية مناسبة لضمان حقوق الجميع”.
ودعا الحكيم، إلى “تغليب لغة الاعتدال والوسطية والالتزام بالدستور العراقي وما ورد فيه باعتباره الوثيقة الأسمى التي ارتضاها الشعب العراقي وصوت عليها وإنصاف شريحة الموظفين في أي مكان، وحماية شرائح المجتمع وإبعاد مصالحها عن التدافع السياسي”، مشدداً “على ضرورة استعادة الثقة كمقدمة للحلول الجذرية”.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات