استعرض الاستاذ فخري صبري في مقالته تأثير الفساد على المجتمع العراقي، وأشار إلى أن تلك المشكلة أصبحت شبه مستقرة وكأنها جزء من الحياة اليومية، ولا تُعتبر بالأمر الخطير الذي كان عليه سابقًا. وأكد أن الفساد لم يؤثر فقط على الجانب المادي للمجتمع ولكنه أيضًا تأثر بالجانب الأخلاقي. وقد وضح صبري أن الإثباتات كثيرة وتحتاج إلى دراسة موضوعية للكشف عن أسباب الفساد والوقوف عليها بدقة.
وأضاف صبري أن الفساد قد أدى إلى فقدان الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية في العراق، وسط غياب مفهوم العدالة. وذكر أن الفاسدين ينعمون بالسلطة والثروة الفاحشة، ما يدفع الناس إلى الاعتقاد بأن القانون يحمي الأقوياء ويضرب الضعفاء. وشدد على أن انتشار الفساد وتنوع آلياته أدى إلى سكوت الكثيرين وعدم الإبلاغ عنه، نظرًا لغياب شعور بالثقة بوجود جهود حقيقية لمحاربته.
وفي سياق متصل، أوضح صبري أن حالات الرشوة والفساد داخل المؤسسات الحكومية ليست عبارة عن حالات فردية، بل أصبحت ظاهرة شائعة ومتجذرة في بعض الأقسام الحكومية مثل دوائر الضرائب. وأشار إلى أن الموظفين في تلك الدوائر يشكلون شلة واحدة يتبادلون الرشاوى بشكل علني، ما يجسد حجم الفساد والتعاون في تلك المؤسسات.