لا شك أن الخبراء والمختصين في الشؤون الإقليمية لا يستبعدون أن يكون العراق مكانًا محتملًا لرد إيراني على قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق، حيث قتلت العديد من القادة البارزين في الحرس الثوري الإيراني. وقد أوضح النائب السابق والأكاديمي في جامعة كركوك، ياسين العبيدي، أن الضربة الإسرائيلية وضعت طهران في موقف حرج يتطلب منها الرد بشكل ملموس، خاصة مع تصاعد مستوى استهداف مصالحها من قبل إسرائيل.

ومع تحديد التوقيت الدقيق للرد الإيراني غير معروف، إلا أن يجب أن يكون على مستوى الهجمات الإسرائيلية وذلك لإقناع الجمهور ضمن محور المقاومة بقدرة طهران على مواجهة أي تهديد إسرائيلي. وبالرغم من ذلك، يتم استبعاد وصول التهديد الإيراني إلى مرحلة “الحرب المفتوحة”. ويشير العبيدي إلى أن العراق قد يكون ساحة للرد الإيراني، بسبب سهولة التنفيذ به، عبر الفصائل المرتبطة بإيران التي أبدت استعدادها للرد بانتظار “ضوء أخضر” من طهران.

وعلى الجانب الثاني، يستبعد المحلل السياسي عدنان محمد التميمي أن يقومت طهران بقصف تل أبيب بشكل مباشر بعد هجوم القنصلية في دمشق. وأوضح التميمي أن السياسة الإيرانية تعتمد على التخطيط والصبر في انتظار الفرص المناسبة للرد على أي تهديد يمكن أن يهدد مصالحها. ومن جهة أخرى، استبعد التميمي تنفيذ إيران لهجوم مباشر على إسرائيل، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد غير قابل للسيطرة ويمنح إسرائيل فرصة لتدمير برنامجها النووي. كما أكد التميمي على أهمية دعم إيران لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية وعدم الرغبة في التورط في صراع مباشر قد يغير المعادلة الراهنة.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version