تقع مقبرة الشريف على مقربة من نهر ديالى في وسط بعقوبة، وتعتبر واحدة من أقدم المقابر في شرق العراق. هناك تنوع في الآراء حول عمرها، حيث يعتقد البعض بأنها ترجع إلى ما بين 700-900 سنة، أو ربما حتى 1000 سنة. تعتبر المقبرة نقطة جذب خلال مواسم الأعياد حيث يقصدها أفراد من جميع الطوائف لزيارة ذويهم المتوفين. بعد المرور بتجربة الهجرة بسبب العنف الطائفي، قرر المواطن العراقي المغترب إسماعيل الحديدي العودة إلى مقبرة الشريف لقراءة سورة الفاتحة على قبور أحبائه.
بسمة عبيد، موظفة متقاعدة، تعتبر أن عيد الفطر المبارك هو مناسبة تجمع بين السنة والشيعة، وتثير التساؤل عن سبب عدم استمرار هذه الوحدة خلال عيد الفطر. وتقول إن هناك أحزاب تستغل الدين لأغراض سياسية، وتؤكد على ضرورة تجنب استغلال الشباب للمقدسات بهدف تحقيق المكاسب السياسية. من جهة أخرى، فاضل الدليمي، والذي فقد ابنيه في تفجيرات في خان بني سعد وبعقوبة، يتحدث عن غياب حكومة محلية في ديالى نتيجة لصراع السياسيين والتهميش والمحاصصة. يبرز دور التنظيمات الإرهابية التي نتجت عن التوترات السياسية في خلق تفرقة وأعمال عنف، ويقدم نموذجًا شخصيًا عن وحدة الأسرة على الرغم من اختلاف الطوائف.
الحديث مع أبو فادي لا يكون إلا عن الحروب وفقدان ذويه، وعن الفساد في الحكومات. يعبر عن حقده على التاريخ والإنسان في هذا الزمن المظلم والعصر القبلي. يعيش أبو فادي في برج ذو أسوار مرتفعة، لم تدخلها سوى قطاعات بعيدة عن الجبهات، فجندي اليوم خائف قد لا يأتيه مقربة. سمعت نداء الروح والطابية في قصيدة، كما سمعت دناءة الروح في سوق استرزاق العراق السياسي. لذلك، أسدل الستار على مسرح الغفلة والتخلف الذي يذهب العقل فيه إلى أطراف الظلام ليقف همسًا حزينًا.