فتحت حادثة الدهس التي طالت أكثر من 20 طالبًا في إحدى مدارس الهارثة بمحافظة البصرة باب النقاش حول تجاهل السلطات إنشاء جسر مشاة للتلاميذ على مدى السنوات السابقة، على الرغم من التخصيصات الكبيرة التي حصلت عليها المحافظة والتي أنفقت على مشاريع غير محورة مقارنة بأهمية إنشاء جسور المشاة لحماية حياة الطلاب. وأظهرت وثائق حصلت عليها “بغداد اليوم” عدم تحقق أي تقدم في معالجة مشكلة عدم وجود جسور مشاة للمدارس على الطرق السريعة في البصرة، حيث بقيت المطالبات المقدمة من قضاء الهارثة إلى الحكومة المحلية بلا جدوى.
وجاءت المطالبات بإنشاء جسر المشاة للمدارس بين عام 2019 و2024، إلا أن لم يتم تنفيذ تلك المشاريع وبقيت على ورقة الطلبات دون أي تقدم. وفي وثائق أخرى، كانت هناك خلافات حادة بين قائممقامية قضاء الهارثة وبلدية الهارثة حول توجيه الاهتمام لإنشاء الجسور المشاة، حيث تظهر الوثائق استياء القائممقامية من استقرار بلدية الهارثة على التشجير وإنشاء الحدائق فقط بدلاً من حل مشكلة إنشاء الجسور.
في إحدى الوثائق، طلبت بلدية الهارثة إلغاء عدد من المشاريع لعام 2023، بما في ذلك إنشاء جسور المشاة، مشيرة إلى عدم كفاية التخطيطات والكشوفات الفنية لإنشاء الجسور، وأن المديرية لم تزود البلدية بأولويات المشروع، مما أدى إلى تأخير تنفيذه. ومن المثير للدهشة والاستياء أن الحديقة تصدرت الأولويات في الخطة لعام 2023، بينما تم ترحيل مشروع إنشاء الجسور للأعوام القادمة دون حل عاجل للمشكلة.