كشفت برقية عسكرية رسمية عن تفاصيل حادثة تبادل اطلاق النار بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في إحدى جبال قضاء مخمور. وقد تقدم الجيش العراقي لمسك نقاط غادرتها عناصر العمال الكردستاني منذ 3 أيام. وحدثت المشكلة حول احتكام الأطراف لحق مسك ثلاث نقاط عسكرية في قمة جبل قره جوغ، الجهة المطلة على مخيم مخمور للاجئين الأتراك. اندفع فوج مغاوير الفرقة 14 من الجيش العراقي لمسك تلك النقاط دون إشعار قوات البيشمركة، وبدأ التوتر بين الجانبين وتطور إلى تبادل لإطلاق النار، نتج عنه استشهاد عنصر وإصابة آخرين من البيشمركة وإصابة عناصر من الجيش العراقي.
وعندما حضرت قوة من البيشمركة إلى مواقع النقاط الثلاث، طالبت الجيش العراقي بالانسحاب، إلا أنه رفض ذلك، ما أدى إلى حدوث مشادة كلامية واندلاع تبادل لإطلاق النار. توقف الاشتباك بشكل مؤقت، لكن حالة التوتر لا تزال مستمرة. وفي إطار محاولة الجيش العراقي للسيطرة على الأمر، تم إرسال تعزيزات عسكرية إلى مخمور.
يعكس هذا الحادث تصاعد التوتر بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، حيث تسعى كل طرف للسيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة العمال الكردستاني قبل انسحابهم. وتعكس البرقية العسكرية تعمد الجيش العراقي للتقدم ومسك تلك النقاط دون إشعار قوات البيشمركة، مما أدى إلى استفزازها واندلاع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين. وفي ضوء هذا التوتر، يتعين على الأطراف المعنية أخذ إجراءات تهدئة الوضع والسعي للحوار والتفاوض للتوصل إلى حل سلمي يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.
بالنظر إلى الموقف الحالي، يجب أن تعمل الأطراف المعنية على إعادة النظر في استراتيجياتها وتوجيه جهودها نحو التوصل إلى تسوية سلمية للنزاعات الموجودة. يجب على الجيش العراقي أن يحترم حقوق البيشمركة وأن يتوقف عن استخدام القوة والعنف في حل النزاعات. كما ينبغي أن تعمل قوات البيشمركة على الالتزام بالعملية السياسية وتقديم مقترحات بناءة لتعزيز التعايش السلمي مع الأطراف الأخرى. إن استمرار الصراع والتوتر يعرض الأمن والاستقرار في المنطقة للخطر، ولذلك يتعين على الأطراف المعنية أن تعمل بجد لإيجاد حلول سلمية للنزاع والتوتر.