كشف
وجهاء عشائر كركوك، يوم الجمعة، عن مبادرة للزعيم الكوردي مسعود بارزاني لقطع دابر
الفتن السياسية والقومية، فيما اعتبر مسؤول عربي أحداث كركوك الأخيرة استغلالاً
سياسياً وإثارة للفتن التي لا يمكن إخمادها إلا بالانتخابات المحلية النزيهة.

وقال الشيخ رعد
سامي العاصي والذي كان أحد الوجهاء الحاضرين للقاء الزعيم مسعود بارزاني في أربيل،
إن “مبادرة بارزاني خطوة ايجابية لتوحيد الصفوف بين المكونات وإبعادها عن
المشاحنات والمزايدات السياسية التي تستهدف وحدة كركوك ومكوناتها”.

وأكد العاصي،
خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن “بارزاني كشف عن قرار بالتبرع بمقر الحزب
الديمقراطي الكوردستاني لأحد الجامعات، ليكون صرحاً علمياً إلا أن التدخلات
والمزايدات السياسية والانتخابية حالت دون ذلك”.

وتابع:
“رغم ذلك تعهد بارزاني بعدم دخول حزبه إلى مقره في حال إخلائه من قبل
العمليات المشتركة، كبادرة لدرء الفتن التي تقودها أطراف وجهات معادية للتعايش
السلمي والمجتمعي في كركوك”.

وكشف العاصي، عن
جملة مطالب قدمها العرب والمكونات الأخرى لمسعود بارزاني، أبرزها “إبعاد
المقر المتقدم للعمليات المشتركة (مقر الحزب الديمقراطي) عن المزايدات السياسية
وحصر ملفه بيد القضاء العراقي، وإطلاق سراح جميع المعتقلين من سكان كركوك ممن لم
تثبت إدانتهم بأي تهم وإحالة المحكومين والمدانين إلى محاكم مختصة في بغداد أو
كركوك، إضافة إلى عقد مؤتمر عام لجميع مكونات كركوك لإنهاء النزاعات ودرء الفتن
وترسيخ التعايش السلمي لتفادي صدامات محتملة في حال بقاء الأوضاع الحالية”.

وعلى خطر
الأزمة، اعتبر عضو مجلس كركوك السابق برهان مزهر العبيدي، أزمة كركوك الأخيرة
“مزايدة سياسية وانتخابية تتحملها جميع الأطراف من جميع القوميات”.

 وقال العبيدي، للوكالة، إن “أزمة مقر الحزب
الديمقراطي استغلت من قبل أطراف سياسية وعشائرية كمادة انتخابية، ما سببت تأزماً
للأوضاع في كركوك المتعايشة والمستقرة”، معتبراً أن “إجراء الانتخابات
المحلية مطلب ضروري في كركوك، كباب لإنهاء الازمات والمشاحنات القومية وتساوي
الحقوق بين جميع المكونات الى جانب تقويم إدارة المحافظة وتفعيل الدور الرقابي
وعدم ترك الإدارة منفردة بالقرار”.

ويوم أمس
الخميس، وخلال لقائه وفداً رفيعاً من مكونات كركوك، حثّ الزعيم الكوردي مسعود
بارزاني، المكونات القومية في كركوك على ضرورة الالتزام بالحوار والتفاهم واتباع
الطرق القانونية لحل المشكلات، فيما شدد على ضرورة “حفظ السلم المجتمعي”
في المحافظة.

وقبل عدة أيام
أقدم العشرات من المتظاهرين المؤيدين لجهات سياسية “عربية وتركمانية” في
محافظة كركوك، على قطع الطريق الرئيسي الذي يربط بين المحافظة ومدينة أربيل
احتجاجاً على عزم الحزب الديمقراطي الكوردستاني العودة إلى فتح مقاره في كركوك
وفقا للاتفاق السياسي المبرم مع ائتلاف إدارة الدولة الذي يضم القوى والأطراف
السياسية التي شكلت الحكومة الاتحادية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.

ومطلع الأسبوع
الماضي شهدت كركوك نزول العشرات من المتظاهرين الكورد في المناطق التي تسكنها
الأغلبية من أبناء المكون، مطالبين بإعادة فتح الطريق وإنهاء الاعتصامات أمام ذلك
المقر إلا أنها جوبهت بإطلاق نار مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى.

وفرضت السلطات
الأمنية العراقية، حظراً للتجوال في محافظة كركوك على خلفية التوترات التي رافقت
الاحتجاجات في المناطق الكوردية.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version