تشير البيانات الجديدة إلى أن عدد سكان الصين انخفض للعام الثاني على التوالي في عام 2023، وذلك نتيجة لانخفاض معدل المواليد وزيادة حالات الوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وأشار المكتب الوطني للإحصاء إلى أن إجمالي عدد السكان في الصين انخفض بنسبة 0.15٪ إلى 1.409 مليار نسمة في عام 2023، مما يمثل انخفاضًا أكبر من العام الذي سبقه بمقدار 2.08 مليون شخص. وشهدت الصين زيادة كبيرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في عام 2022 بعد رفع القيود فجأة في ديسمبر 2022.
تراجع معدل المواليد في الصين لعقود من الزمن نتيجة لسياسة الطفل الواحد التي تم تنفيذها من عام 1980 إلى عام 2015 والتوسع الحضري السريع. وعلى المدى الطويل، يتوقع خبراء الأمم المتحدة أن يتقلص عدد سكان الصين بمقدار 109 ملايين نسمة بحلول عام 2050، أي أكثر من ثلاثة أمثال الانخفاض المقدر في توقعاتهم السابقة الصادرة عام 2019. وتزايدت المخاوف من أن آفاق نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم تتضاءل بسبب انخفاض عدد العمال والمستهلكين، وضغط متزايد على الحكومات المحلية المثقلة بالديون نتيجة ارتفاع تكاليف رعاية المسنين.
يعتقد الخبراء أن عوامل مثل تراجع معدلات البطالة وانخفاض الأجور والأزمة في قطاع العقارات كانت لها دور في تراجع الرغبة في إنجاب الأطفال في الصين. وبالإضافة إلى ذلك، تم انتقال أعداد كبيرة من السكان من المزارع الريفية إلى المدن حيث يكون إنجاب الأطفال أكثر تكلفة، مما ساهم في تقليل معدلات المواليد. لذلك، من المهم بذل الجهود لتحقيق توازن في عدد السكان وتحفيز الإنجاب في الصين للمساهمة في تعزيز الاقتصاد وضمان استدامته في المستقبل.
