شيث بن آدم -عليهما السلام- هو واحد من أبناء آدم وحواء، يعتبر شيث أجمل ولد آدم وأشبههم بوالديه -عليهما السلام-. انتشرت نسله وسلالته بعد ذلك. يعتقد أن شيث عاش تسعمائة واثني عشر سنة، وكان له عدة أبناء وبنات.
التسمية الخاصة بشيث مرتبطة بواقعة وفاة ابنه هابيل، فبعد مقتل هابيل على يد أخيه قابيل، عوّض الله -تعالى- آدم -عليه السلام- بولد آخر وأوصى إياه بالنبوة. يعني اسم “شيث” باللغة العربية “الهبة” أو “العطية”؛ إذاً، فهو هبة من الله -تعالى- لآدم -عليه السلام-.
أما عن قصة شيث عليه السلام والنبوة فلقد تلقى وصية وتوجيهات من والده آدم -عليه السلام- بشأن النبوة والواجبات الدينية.
يروى أنه جمع وحفظ الصحف التي نزلت عليه، وكان يؤدي مناسك الحج والعمرة، وقيل إنه ساهم في بناء الكعبة المشرفة في مكة.
ومع مرور الزمن، بدأت فسادات تنتشر بين قوم شيث -عليه السلام-. قال ابن عباس -رضي الله عنهما- إن قوم شيث وقوم قابيل ابتدعوا العديد من الفواحش والمنكرات، بدؤوا بتشجيع الموسيقى وجعلوا لها عيدًا يجتمعون فيه، وتنكر النساء وتبرجن لاستدراج الرجال إلى الزنا.
قام رجل من قوم شيث بالإبلاغ عن هذه الفسادات لشيث -عليه السلام-.
قام شيث بتحذير قومه ونصحهم بالابتعاد عن قوم قابيل ومخالطتهم، لكن القوم لم يستجيبوا لتحذيره. وانتهت الأمور إلى نشوب نزاع بين قوم شيث وقابيل، وفي النهاية تم نفي قابيل ومعاقبته.
شيث عاش حياة طويلة وبقي يرعى أمور الناس وينصحهم حتى وفاته. وقد وردت آراء متعددة حول مكان دفنه، ولكنها تبقى قضية مثيرة للجدل.