يعكف المرشد الإيراني علي خامنئي ومستشاروه وعسكريون ومدنيون كبار على تقييم الوضع بعناية، حيث يدركون أن أي رد عسكري حاسم ضد إسرائيل قد يؤدي إلى حرب شاملة. يشير الكاتب إلى أن أي حرب جديدة قد تهدد استقرار النظام الإيراني وتجعله عرضة للهجمات من مختلف الدول والقوى في المنطقة وربما حتى على المستوى العالمي. ومن جهة أخرى، يدركون أهمية الاستفزازات التي يقوم بها بنيامين نتنياهو لإخراج النظام الإيراني، مما يجعلهم يستعدون للرد بقوة.
بعد الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، يبدو أن الهدف لم يتحقق، مما يدفع إسرائيل للتهديد بالهجوم على لبنان الجنوبي وكسر شوكة حزب الله. وتشير التصريحات العسكرية الإيرانية إلى جاهزيتها لمواجهة أي تهديد وتدعيم المقاومة لتحقيق مصالحها في المنطقة. ومع تزايد التوترات وبناء على خطوات النظام الإيراني القادمة، قد تشهد المنطقة تفاقم الصراع وتصاعد العنف بشكل خطير.
وفي ظل المآزق الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الشعب الإيراني، يبدو أن الحكومة الإيرانية تضطر للتصعيد والمواجهة مع القوى المعارضة داخليا وخارجيا. ورغم القوة العسكرية، إلا أن ضعف البنية التحتية والنضال الشعبي قد يجعل النظام الإيراني عرضة لخطر الانهيار. ومع تنامي الضغوط الدولية وتصاعد التوترات في المنطقة، قد يكون الوضع مأساويا للنظام الإيراني واندلاع ثورات جديدة في عدة دول في المنطقة.