اعتبر الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم ان زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن لا تختلف عن زيارات سابقة، بابتعادها عن الخوض بالملفات التي تهم الشعب العراقي، بالمقابل فأن الملفات التي تحدث عنها جاءت بالفعل اثناء مباحثات السوداني عبر إيجاد الأرضية لها. الزيارة كانت بروتوكولية وسياسية، وتم تقديم 11 طلبا لزيارة واشنطن لكن تم قبول الدعوة للسوداني بشكل مشروط مقابل عدم فتح ملفات محددة منها خروج القوات الأجنبية وتحرير العملة العراقية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الغايات الحقيقية للزيارة وتأثيرها على الواقع العراقي.
وأكد الحكيم على أن زيارة السوداني للبيت الأبيض تركزت على الملف الاقتصادي وطلب الدعم الأميركي، ولم تشمل ملفات مهمة مثل خروج القوات الأجنبية أو تحرير العملة العراقية. ورغم توقيع عقود ومذكرات تفاهم في مجالات الكهرباء والصناعة والقطاع المصرفي، يظل خروج القوات الأمريكية وتحرير العملة هما الجوانب الأهم للشعب العراقي. كما أشار المحلل السياسي إلى انخراط عديد الشخصيات الأمنية في الوفد الذي زار واشنطن، مما يوحي بأن ملف خروج القوات الأمريكية لم يكن حاضرا بشكل كبير خلال المباحثات.
بالإضافة إلى ذلك، ركزت زيارة السوداني على التعاون الاقتصادي والعسكري مع الولايات المتحدة وتوقيع عقود تخص العديد من القطاعات، وهو ما يدور حول تأمين الدعم الأميركي للعراق من خلال القطاعات المختلفة. يبقى انعدام خروج القوات الأجنبية وتحرير العملة العراقية من سيطرة أمريكية الجوانب الأكثر أهمية بالنسبة للشعب العراقي، كما أن غياب هذه القضايا عن جدول الزيارة يثير العديد من التساؤلات حول حقيقة غايات ونتائج هذه الزيارة.