ونبه أخصائيون نفسيون إلى ضرورة إيلاء عناية خاصة بضحايا الزلزال، عن طريق تقديم مواكبة نفسية آنية لهم، قصد التخفيف من آلامهم ومساعدتهم على تجاوز هذه المحنة، لا سيما أن وقع الصدمة لا يزال قويا.

ولا يزال المئات يقضون لياليهم في العراء خوفا من شبح زلزال آخر.

 آثار نفسية وخيمة

أكد أخصائي العلاج النفسي، محمد البرودي، في حديث إلى موقع “سكاي نيوز عربية” أن الزلزال المدمر من شأنه أن يخلف آثاراً نفسية سلبية على من عاشوا أحداث هذه الكارثة.

ويمكن حصر هذه الآثار في “مجموعة من الاضطرابات تتمثل أساسا في نوبات الهلع والقلق ومظاهر الخوف وتدني على مستوى تقدير الذات نتيجة الشعور والإحساس بالذنب”.

وتابع: “إضافة إلى اضطرابات ما بعد الصدمة، التي تشكل أحد أهم الاضطرابات النفسية خلال فترة الأزمة، والتي يستمر مداها لعدة أيام وأسابيع وربما شهور وأعوام، نتيجة الأحداث المأساوية التي عاشها هؤلاء الأفراد جراء الكارثة الطبيعية المدمرة”.

وأضاف أن وقع الكارثة “قد يؤدي أيضا إلى اضطرابات النوم أو الأرق بشكل عام، وهي إحدى الآثار النفسية الحادة الناتجة عن مشاعر الذعر والخوف لدى فئة من المتضررين من الزلزال وكذا عائلات الضحايا، لا سيما فئة الأطفال”.

وتظهر بعض الاضطرابات النفسية الأخرى على ضحايا الزلزال وأسرهم مثل الاكتئاب، والذي قد يصل مداه لدرجة حادة تستدعي تدخلا طبيا نفسيا، عن طريق حصص العلاج النفسي والأدوية الطبية النفسية، حتى لا يصل الإنسان لدرجة الشعور بالذنب أو محاولة الانتحار لعدم استطاعته مساعدة الآخرين أثناء الأحداث المأساوية التي شاهدها أثناء الفاجعة، بحسب الخبير.

ضرورة تقديم الدعم النفسي

في السياق ذاته، قال محمد البرودي: “إن سكان المناطق المنكوبة، يحتاجون إلى دعم ومواكبة نفسية آنية ومستعجلة، خصوصا فئة الضحايا المتضررين وأسر وأقارب الموتى. كما يجب تقديم الدعم نفسه لفرق الإنقاذ والمسعفين، نظرا لحجم الدمار والهشاشة النفسية لدى بعض هؤلاء الأشخاص الذين قد لا يتحملون مناظر الخسائر المادية والبشرية”.

 وشدد على ضرورة تأهب الحكومة وخاصة وزارة الصحة وكذا فعاليات المجتمع المدني، لتجنيد أطباء وأخصائيين نفسانيين، وكذلك مساعدين أجتماعيين قصد المواكبة والدعم النفسي لهذه الفئة المتضررة.

ولفت إلى ضرورة الإنتباه إلى فئة الأطفال الذين قد تتأثر صحتهم النفسية وتنعكس على مستوى التحصيل الدراسي، فقد تظهر عليهم أعراض مثل تشتت الانتباه وعدم التركيز ومظاهر الخوف ونوبات الهلع واضطرابات ما بعد الصدمة، وكلها أعراض نفسية قد تؤثر سلبياً على البنية النفسية للطفل والمراهق على حد سواء.

 أهمية المنصات الرقمية

ودعا المتحدث إلى “إنشاء خلايا للدعم النفسي عن بعد، عبر منصات رقمية من أجل الاتصال بالأخصائيين، ممن لديهم بعض الأعراض أو الاضطرابات النفسية، جراء هذا الزلزال وكذلك لمواجهة أثار ما بعد الصدمة لدى جميع شرائح المجتمع ممن عاشوا أحداث الفاجعة”.

وحث الخبير النفسي، الآباء والأسر بشكل عام على تفادي قدر الإمكان، الإنغماس في مشاهدة الأخبار التي تنقل أحداث الزلزال المدمر والابتعاد عنها لدى من يعانون من هشاشة نفسية حتى لا تتدهور حالتهم.

ونصح ابتعاد الأطفال عن مواقع التواصل في هذ الأوقات التي تنقل أحداث الزلزال المدمر حتى لا تؤثر على بنيتهم النفسية وصحتهم الجسدية والعقلية.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version