بعد احتلالها للعراق، حاولت الولايات المتحدة تطبيق الديمقراطية الانتقائية في هذا البلد بغية تحقيق مصالحها الاقتصادية، بدلا من تحقيق الديمقراطية الشاملة التي تلبي طموحات الشعب. تم تقسيم الشعب العراقي إلى مكونات شيعية وسنية وكردية، مما جعل الديمقراطية تتحول إلى محاصصة ابتزازية للأحزاب بتمثيل شكلي لهذه المكونات. ورغم مرور عقدين على الغزو الأميركي، يظهر أن السعي لجلب الديمقراطية إلى العراق قد فشل نتيجة الانتكاسات التي واجهتها، مما أدى إلى عدم تلبية إرادة الشعب الفعلية في العملية الانتخابية.
وهناك عوامل عدة ساهمت في فشل تجربة الديمقراطية في العراق، منها حض على الطائفية وانقسامات العرقية وانتشار الفساد والتدخلات الخارجية وعدم استقرار سياسي. ورغم ذلك، يبقى هناك أمل في تحقيق الديمقراطية في العراق، وذلك من خلال معالجة الأسباب الجذرية لفشلها وبناء نظام ديمقراطي يستند إلى المصالحة وتعزيز المؤسسات ومكافحة الفساد وحصر السلاح بيد الدولة. إن فشل الديمقراطية في العراق هو فشل بنيوي للنظام السياسي، ويتطلب جهودًا حقيقية لتحقيق تغيير جذري من جميع الأطراف المعنية.
التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تضعف فرص الديمقراطية في العراق، إلا أن الحل يكمن في تحقيق المصالحة وتعزيز المؤسسات ومكافحة الفساد. إن الديمقراطية الحقيقية تتطلب مجتمعًا مدنيًا قويًا ومستقلًا، لذا يجب التركيز على تعزيز دور المنظمات غير الحكومية في نشر الوعي الديمقراطي ومحاسبة الحكومة. ومع العمل المشترك من جميع الفاعلين المحليين والدوليين، يمكن تحقيق الديمقراطية في العراق وبناء مستقبله الزاهر.